مخطط خبيث لإعادة هندسة الشرق الأوسط يبدأ بتصفية فلسطين… وحزب الجيل يحذر من تمرير مؤامرة “سلام الاستسلام”
صفاء مصطفى
صرّح ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن الاتفاق الذي يتم الترويج له بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، يمثل خطرًا استراتيجيًا غير مسبوق، ويكشف عن محاولة لتصفية القضية الفلسطينية تحت ستار “اتفاق سلام شامل”، يُعيد رسم خريطة المنطقة بما يخدم أطماع الكيان الصهيوني.
وأوضح الشهابي أن ما ورد من تسريبات حول إخراج المقاومة من قطاع غزة، وتسليم إدارته لتحالف إقليمي تحت إشراف أمريكي-إسرائيلي، وضم أجزاء من الضفة الغربية للسيادة الصهيونية، وتوسيع اتفاقات التطبيع لتشمل دولًا عربية جديدة، هو بمثابة إعلان مريب لنهاية فلسطين كقضية تحرر عربي، وتحويلها إلى ملف إداري يتم تفكيكه وتدويله بعيدًا عن أصحاب الحق.
وفي هذا السياق، يؤكد حزب الجيل أن الدولة المصرية – بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي – عبّرت منذ السابع من أكتوبر 2023 عن مواقف واضحة وثابتة برفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، ووقفت مصر بكل قوة ضد ما تردد عن مخطط تحويل غزة إلى “ريفييرا سياحية أمريكية” تحت إدارة دولية، وأعلنت بوضوح أن الأمن القومي المصري مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضية الفلسطينية، وأن مصر لن تسمح بتصفية حق الشعب الفلسطيني المشروع في أرضه وهويته.
وشدد الشهابي على أن مصر، بتاريخها وموقعها، ليست وسيطًا محايدًا، بل صاحبة دور أصيل في حماية ثوابت الأمة، ولا يمكن تجاهل وزنها أو تجاوزها في أية ترتيبات تخص فلسطين أو الإقليم.
وأضاف رئيس حزب الجيل أن الحديث عن “حل الدولتين” بصيغة أمريكية – إسرائيلية مفرغة من مضمونها، لا يُعد تسوية، بل هو تمويه سياسي لفرض واقع استسلامي، ينزع السلاح والسيادة عن أي كيان فلسطيني قادم، ويمنح الاحتلال شرعية زائفة باسم “السلام”.
وإيمانًا بوحدة الصف العربي وضرورة صون ثوابته الجامعة، فإن حزب الجيل الديمقراطي يوجّه دعوة صريحة إلى الأشقاء في دول الخليج العربي للوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذه المؤامرة، حفاظًا على الحقوق الفلسطينية، وانطلاقًا من مبادرة السلام العربية التي أُجمعت عليها الدول العربية في قمة بيروت 2002، والتي أكدت بوضوح أن السلام الحقيقي لا يُبنى إلا على قاعدة “الأرض مقابل السلام”، لا على وهم التطبيع مقابل البقاء.
إن التهاون مع هذا المخطط يُهدد الأمن القومي العربي بأكمله، ويفتح بابًا لتفكيك المنطقة، وإعادة هندستها سياسيًا وديموغرافيًا واقتصاديًا، على حساب هوية شعوبها وحقها في تقرير المصير.
واختتم الشهابي تصريحه مؤكدًا أن تمرير هذا الاتفاق، إن تم، لن يحقق استقرارًا، بل سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الانفجار، لأن الشعوب لا تقبل طمس هويتها أو تصفية قضاياها العادلة.
ودعا جميع القوى الوطنية والقومية إلى رفض هذه المؤامرة الجديدة، والتمسك بالثوابت العربية، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
زر الذهاب إلى الأعلى