“ناجى الشهابي: ثورة يوليو ما زالت ملهمة للسياسة الوطنية رغم محاولات التشويه

صفاء مصطفى
أكد ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن ثورة 23 يوليو ستبقى الحدث الأهم في تاريخ مصر الحديث، وأن مبادئها العظيمة ما زالت حاضرة وبقوة في وجدان الشعب المصري وفي كل سياسات الدولة الوطنية. وأوضح أن هذه المبادئ – من استقلال القرار الوطني، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية – لا تزال تشكل الأساس الذي يقوم عليه العمل السياسي في مصر، مشيرًا إلى أن روح يوليو تتجسد في تمسك القيادة السياسية بالسيادة الوطنية ورفض التبعية، إلى جانب الحرص على حماية الفئات الأكثر احتياجًا وتحقيق تنمية متوازنة وشاملة.
وقال ناجى الشهابي إن ثورة يوليو حققت العديد من أهدافها الكبرى، لكنها لم تكتمل بعد، لأنها كانت مشروعًا وطنيًا ممتدًا يهدف لبناء دولة قوية ومستقلة اقتصاديًا وسياسيًا. وأشار إلى أن الثورة نجحت في إسقاط النظام الملكي وطرد الاحتلال البريطاني وإقامة قاعدة صناعية وتعليمية قوية، لكنها تعرضت بعض إنجازاتها للتراجع في العقود التالية بسبب السياسات الاقتصادية غير المتوازنة، إلى جانب ضغوط الوصفات الجاهزة لصندوق النقد الدولي، التي تتعارض مع روح العدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها الثورة.
وأوضح رئيس حزب الجيل، أن ثورة يوليو – مثل أي تجربة تاريخية كبرى – لم تكن معصومة من الأخطاء. وأبرز هذه الأخطاء كان غياب التعددية السياسية لفترة طويلة، والاعتماد على نظام الحزب الواحد، مما قلّل من مساحة الحوار بين القوى الوطنية. وأضاف أن سرعة تطبيق التحول الاشتراكي، رغم عدالتها، لم تصاحبها إدارة اقتصادية مثالية في بعض المراحل. لكنه شدد على أن هذه الأخطاء لا تقلل من عظمة الثورة أو إنجازاتها، بل تمنح الأجيال الحالية دروسًا عميقة في كيفية تطوير الدولة.
وأكد ناجى الشهابي، أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على ذاكرة ثورة يوليو ونقلها للأجيال الجديدة. وانتقد بعض وسائل الإعلام التي قصرت في إبراز إنجازات الثورة وتركت المجال لبعض الأصوات المغرضة لتشويه تاريخها. وقال رئيس حزب الجيل إنه يجب توظيف الإعلام الوطني والوسائل الحديثة – من
وثائقيات وأفلام ومسلسلات ومنصات رقمية – لإعادة سرد تاريخ الثورة وإنجازاتها بصورة موضوعية متوازنة، تعزز الانتماء الوطني وتغرس وعيًا تاريخيًا لدى الأجيال القادمة.