بمزيج من الكوميديا والدراما.. خالد جلال يعيد للمسرح روحه في افتتاح المهرجان القومي

كتبت: نور التلباني
وسط أجواء من الحب والولاء لأب الفنون، أبهر المخرج الكبير خالد جلال جمهور حفل افتتاح الدورة الـ18 من المهرجان القومي للمسرح المصري بعرض مسرحي فريد، امتزجت فيه البهجة بالسخرية، والحنين بالصدق، والتكريم بالضحك، ليُثبت من جديد أن المسرح ما زال قادرًا على إسعاد جمهوره رغم كل التحديات.
عرض من كواليس المسرح… عن المسرح
لم يكن العرض تقليديًا أو احتفاليًا بالشكل النمطي، بل جاء بروح فنية حقيقية تحتفي بالمسرح من داخله. حيث دارت فكرته حول استعجال الفنان محمد رياض (رئيس المهرجان) والفنان عادل عبده (مديره) لخالد جلال كي ينهي تجهيزات الافتتاح، بينما يحتفظ جلال بأفكاره بتكتم شديد رغم ضيق الوقت.
جملة واحدة نطق بها خالد جلال اختزلت الفكرة كلها ببساطة وصدق:
“هو الافتتاح عن إيه؟ عن المسرح! وإن المسرح جميل، متألق، عظيم، وفي الآخر نقول: ألف مبروك.. المسرح بيفرحنا!”
سخرية راقية بين خالد جلال وجمال عبد الناصر
الجانب الكوميدي كان حاضراً بقوة من خلال الحوار الساخر بين خالد جلال والفنان والإعلامي جمال عبد الناصر، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، الذي حاول انتزاع أي تفاصيل عن العرض لنشرها، بينما استمر جلال في المراوغة والتكتم، ما خلق مفارقات مضحكة ولحظات خفيفة الظل عبرت عن العلاقة بين الإعلام والكواليس الفنية.
تقليد وتمثيل وحنين: عمرو عبد العزيز يُبدع
في خط كوميدي موازٍ، تألق الفنان عمرو عبد العزيز بتقليده المحبب لنجوم الزمن الجميل مثل سمير غانم، سناء جميل، ويوسف داوود، مضيفًا على العرض جرعة من النوستالجيا والدفء الفني، أضحكت الجمهور وأعادت لهم ذكريات الفن الراقي.
دراما ومشاعر: سميحة أيوب تعود بصوت غادة وفاطمة
على الجانب التراجيدي، أعادت كل من غادة طلعت وفاطمة محمد علي لحظات ذهبية من روائع سميحة أيوب، بأداء مؤثر لمونولوجات من مسرحيتي “سكة السلامة” و”الوزير العاشق”، بينما قدّم ميدو عادل مونولوج “الكلمة” بمشاركة صوتية مميزة للفنان محمد عبده، في لحظة ختام درامية ومُفعمة بالإحساس.
نجوم مركز الإبداع… بشخصياتهم الحقيقية
تميّز العرض بمشاركة واسعة من نجوم مركز الإبداع الفني من مختلف الدفعات، وظهروا بشخصياتهم الحقيقية، في تماهي كامل بين الواقع والتمثيل.
شارك في العرض: ميدو عادل، عمرو عبد العزيز، مريم السكري، غادة طلعت، حبيبة حاتم، فرح حاتم، إبراهيم طلبة، نادين خالد، مي حسين، شيما بن عشا، وغيرهم، إلى جانب محمد سراج، علا فهمي، مناضل عنتر، فاطمة محمد علي، محمد عبده، والشاعرين محمد بهجت وعماد عبد المحسن، ومهندس الديكور محمد الغرباوي.
“افتح ستاير مسارحنا”: ذروة العرض
الختام كان على أغنية “افتح ستاير مسارحنا” التي كتبها محمد بهجت، ولحنها أحمد طارق يحيى، وشارك في تقديمها جميع النجوم، لتحمل رسالة واحدة واضحة:
عودة الروح للمسرح في مصر، وانفتاح الستائر من جديد على جمهور متعطش للفرجة الحقيقية.
تحية لك يا خالد جلال
عرض خالد جلال كان رسالة حب خالصة للمسرح، وإثباتًا عمليًا أن الإبداع يولد أحيانًا من قلب الضغط. لم يكن مجرد افتتاح، بل لوحة مسرحية تحتفي بالصنعة والخيال والحب، وتعيد الثقة في أن المسرح بيفرحنا.. ولسه قادر يندهش ويُدهشنا.