فن

المسرح لا يعترف بالعمر.. عبد المنعم رياض وميدو عبد القادر يرويان حكايات الشغف والتكوين

 

 

نور التلباني 

ضمن فعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، وتحت محور “وصلة” الذي يهدف إلى بناء جسور من الحوار بين أجيال المسرح المختلفة، جمع لقاء خاص بين الفنان عبد المنعم رياض والفنان ميدو عبد القادر، في جلسة أدارتها المخرج أحمد فؤاد، وشهدت الكثير من التأملات الصادقة في معنى المسرح، والتجارب التي شكّلت وجدان كل فنان.

 

أحمد فؤاد: المسرح لا يقيس الفنان بعمره بل بشغفه

 

في بداية الندوة، عبّر المخرج أحمد فؤاد عن سعادته بهذا النوع من اللقاءات التي تتيح مساحة للتأمل في الرحلات المسرحية، قائلاً:

“المحور ده مهم جدًا لأنه بيسمح لنا نقرب من تجارب إنسانية وفنية شديدة التميز، زي تجربة عبد المنعم رياض وميدو عبد القادر، اللي اتنين قدموا شغل صادق على خشبة المسرح، وخلوا الإصرار والشغف أبطال حقيقيين في رحلتهم.”

عبد المنعم رياض: كل ليلة عرض هي مرآة لذاتي

 

الفنان عبد المنعم رياض تحدث عن البدايات قائلًا:

“أنا ابن المسرح المدرسي، وده الطريق اللي أخدني للمسرح الجامعي، اللي أعتبره مرحلة فاصلة في تكويني، ثم كانت تجربتي المحورية مع الفنان محمد صبحي في استوديو الممثل.”

 

وأكد رياض أن المسرح بالنسبة له ليس مجرد مهنة، بل حياة كاملة، مضيفًا:

“كل ليلة عرض هي فرصة لإعادة اكتشاف نفسي، المسرح بيكشفلك حقيقتك كل مرة تطلع فيها قدام الجمهور.”

 

وتوقف عند أصعب الشخصيات اللي جسدها، مثل “سرحان” في أفراح القبة، و”كيوبيد”، قائلاً: “كل شخصية منهم دخلتني في صراع نفسي عميق، وده سر جمال المسرح.”

 

ميدو عبد القادر: عبد المنعم فنان نضيف ومتصالح مع نفسه

 

من جانبه، تحدث ميدو عبد القادر عن بداياته في مدينة الإسماعيلية، حين وقف لأول مرة على خشبة المسرح بدور “الحارس”، قبل أن يبدأ مشواره الاحترافي من الجامعة ثم الثقافة الجماهيرية، إلى أن التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

 

وتحدث عن علاقته الفنية القوية بعبد المنعم رياض قائلًا:

“اشتغلنا سوا في أكتر من عرض، أهمهم الزير سالم اللي أخدت فيه جايزة أفضل ممثل أول، وكمان أفراح القبة وطقوس الإشارات والتحولات. عبد المنعم فنان نضيف ومحب لكل حواليه، وعلاقتنا مش فيها غيرة، بالعكس فيها ود حقيقي.”

 

قدسية المسرح وهمومه

 

تحدث ميدو عن إحساسه بالمسرح قائلاً:

“المسرح تجربة مقدسة، والمكان الوحيد اللي بيكشفلك حقيقتك كفنان، وبيخليك تواجه نفسك كل ليلة. الجمهور هو المرآة، وهو البوصلة اللي بتحدد إن كنت ماشي صح ولا محتاج تراجع نفسك.”

 

وأشار إلى التحديات اللي بتواجه الممثل المسرحي، خصوصًا الوقت الضائع في بروفات طويلة قد تمتد لسنة، إلى جانب ضعف المقابل المادي مقارنة بالمجهود، مضيفًا:

“لازم نعيد التفكير في شكل الإنتاج المسرحي علشان نواكب سرعة الزمن، ونحافظ على كرامة الفنان المسرحي.”

 

المسرح يجمع لا يفرّق.. ويمنح معنى للحياة

خرج الجمهور من اللقاء محمّلًا برؤية أعمق للمسرح، كفن لا يعترف بالعمر ولا الفروقات الزمنية، بل يجمع كل من يملكون الشغف الحقيقي. فالمسرح كما وصفه عبد المنعم رياض هو “بيت”، وكما قال عنه ميدو عبد القادر هو “تجربة مقدسة”، لا يمكن لأي فنان أن يدّعي الاكتمال دون أن يمر بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى