منوعات

خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض”.. أيام العذاب فى حياة “محمد فوزي”

 

صفاء مصطفى.. الجمهورية المصرية 

 

تحت عنوان” “أيام العذاب فى حياة محمد فوزي” .. رصدت الكاتبة سكينة السادات فى مجلة الكواكب تفاصيل مرض فوزي اللى احطار الأطباء فيه لدرجة أنهم من كتر مهما مش عارفين طبيعة المرض سموه “مرض محمد فوزي”..

 

بدأت سكينة الحكاية وقالت إن مديحة يسري حكت لها أنها فى مرة كانت قاعدة مع ابنها عمرو محمد فوزي بيتعشوا .. وفجأة رن جرس التليفون ولقت محمد فوزي بيقول بصوت واهن “ارجوكي يا مديحة عاوز أشوف عمرو دلوقتي.. أنا مسافر الصبح وحاسس إنى مش راجع مصر تاني وأنا على قيد الحياة”.. 

 مديحة صرخت وقالت له أنه هيرجع فى أحسن صحة وأنه ميقولش كده تانى .. وبسرعة البرق خلت عمرو يلبس ونزلت وصلته لحد باب بيت فوزي.. وقالت له “لما تخلص كلمني فى التليفون أجي أخدك”..

 

بعد فترة اتصل عمرو بالتليفون وراحت مديحة تاخده فلقته بيعيط وبيقول “أنا ماعرفتش بابا.. ده خس خالص ووشه بقى صغير قوي ومش قادر يتكلم يا ماما.. وقعد طول الوقت يبوسني ويقول لى ابقى دايما اسأل على اخواتك الكبار.. وخلي بالك من نفسك يا عمرو واسمع كلام ماما وذاكر دروسك”.. 

 

بعد اللقاء ده سافر فوزي للعلاج .. بعد ما كان عرض نفسه فى مصر على 25 دكتور فى سنة ونص.. 

25 دكتور شكى لهم من ألم رهيب ولا يحتمل بينتشر فى كل أجزاء جسمه ووزن بيقل وشهية للأكل بتختفي.. وبما إن الـ 25 مكنوش عارفين طبيعة المرض كتبوا مسكنات .. وفضل فوزي يتعامل بيها سنة ونص لحد ما بقت المسكنات مش نافعة ولا عارف ينام ليل ولا نهار.. 

 

وقتها قرر فوزي أنه يسافر برة يتعالج .. وحط الرحال فى لندن.. وفضل مقيم فى مستشفى هناك لمدة 3 شهور .. وكانت معاه مراته كريمة اللى اتعلمت التمريض مخصوص علشان تقدر تخدمه وتكون جنبه 24 ساعة..

 

فى الشهور التلاتة كان الألم بيروح ويجي.. مرة يخف ومرة يزيد.. لحد ما اتفق عدد من الأطباء هناك على أنهم لازم ينشروا 6 سم من جانبي عظام الحوض.. وعملوا التحاليل واتشعبت الآراء من بعدها “سرطان فى الدم.. اشتباه فى ورم خبيث فى المصران الغليظ .. آلام روماتزمية فى عظام الحوض”.. 

ده غير تشخصيات تانية كتير خلت دكتوره المعالج د. فرانك يبعت الأشعة والتحاليل والرسوم لمستشفي البحرية الأمريكية للتشاور .. ونصح فوزي أنه يسافر المانيا للعلاج .. فسافر فوزي.. وبعد فترة رجع مصر.. ومنها إلى المانيا مرة أخري .. 

 

وفضلت الحالة تتدهور لحد ما المستشفي الألماني طلع بيان قال فيه “لم نتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه .. إنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنة الي 36 كيلو”.. 

 

وفضل فوزي يعانى الألم والتعب لحد ما رحل يوم 20 أكتوبر 1966.. وكتب رسالة مؤثرة قبل الوفاة قال فيها “منذ أكثر من سنة تقريبا وأنا أشكو من ألم حاد فى جسمى لا أعرف سببه.. بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التى أجريت لى.. كل هذا يحدث والألم يزداد شيئا فشيئا.. وبدأ النوم يطير من عينى واحتار الأطباء فى تشخيص هذا المرض.. كل هذا وأنا أحاول إخفاء آلامى عن الأصدقاء إلى أن است*بد بي المرض .. ولم أستطع القيام من الفراش .. وبدأ وزنى ينقص وفقدت فعلا الكثير من وزني وعزفت نفسى عن الأكل.. حتى الحقن المسكنة التى كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم أصبحت لا تؤثر فىّ..

وبدأ الأهل والأصدقاء يشعرون بآلامى وضعفى و أنا أشعر أنى أذوب كالشمعة.. إن الموت علينا حق.. وإذا لم نمت اليوم سنموت غدا .. وأحمد الله أننى مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذى قد يريحني من هذه الآلام التى أعانيها.. فقد أديت واجبي نحو بلدي و كنت أتمنى أن أؤدي الكثير ولكن إرادة الله فوق كل إرادة البشر .. والأعمار بيد الله.. لن يطيلها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا فى حق نفسي.. وفى حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم فى القاهرة .. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلي .. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني .. تحياتي لبلدي .. أخيرا تحياتي لأولادي و أسرتي”

رحم الله الفنان الكبير محمد فوزي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى