نيويورك تايمز: اعتراف بريطانيا وفرنسا بفلسطين يعكس الإحباط من سلوك إسرائيل في غزة

صفاء مصطفى
اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن إعلان بريطانيا وفرنسا بخصوص الدولة الفلسطينية، يعكس الإحباط العميق الذي ينتاب البلدان حيال سلوك إسرائيل في الحرب على غزة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين وخلفت نحو مليوني نسمة في حالة من الفقر المدقع والجوع.
وقالت بريطانيا أمس الثلاثاء إنها ستعترف بدولة فلسطينية ما لم تتوصل إسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشأن حرب غزة بحلول سبتمبر، وذلك في أعقاب إعلان فرنسا الأسبوع الماضي أنها ستعترف رسميا بدولة فلسطين.
وجاء قرار البلدين ردا على تصرفات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة أيضا فضلا عن توسع خطط الاستيطان، وتصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023.
وبحسب الصحيفة فإن هذه الإعلانات تثير تساؤلات حول معنى الاعتراف بدولة فلسطينية وما يمكن أن يحققه فعليا، مشيرا إلى أن الاعتراف هو إقرار رسمي بأن الدولة المحتملة تلبي شروط ومعايير الدولة متمثلة في أربعة عناصر: سكان دائمون وحدود إقليمية محددة وحكومة وقدرة على إدارة الشؤون الدولية، ويمكن أن يحدث حتى لو كان أحد هذه العناصر محل نزاع، بما في ذلك الحدود الإقليمية.
وقال العديد من خبراء القانون الدولي إن معايير الاعتراف بدولة فلسطينية قد استوفيت بشكل أساسي، إذ يوجد سكان دائمون وأرض، أما الحدود وإن كانت متنازع عليها فمن المفهوم على نطاق واسع أنها تقع في الأراضي التي تحتلها إسرائيل بما في ذلك الضفة الغربية وغزة التي استولت عليها إسرائيل عام 1967 بالإضافة إلى القدس الشرقية، التي ضمتها إسرائيل فعليا.
والسلطة الفلسطينية هيئة حكومية تدير جزءا من الضفة الغربية وتمثل الفلسطينيين، وقد أقر إنشاؤها منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل الفلسطينيين دوليا.
وقالت زينايدا ميلر، وهي أستاذة القانون والشؤون الدولية في جامعة نورث إيسترن إن الاعتراف يبعث برسائل دبلوماسية وسياسية، وأضافت أنه سيقر بحق الفلسطينيين في تقرير المصير ويرفض مواقف وأفعال الحكومة الإسرائيلية التي تقوض هذا الحق.
من جانبه، رأى أردي إمسيس، الأستاذ المشارك في كلية الحقوق بجامعة كوينز في أونتاريو والمسؤول السابق في الأمم المتحدة، أن من أهم نتائج الاعتراف بالدولة الفلسطينية أنه يوفر أساسا “لمراجعة شاملة للعلاقات الثنائية مع إسرائيل”، إذ يتعين على الدولة التي تعترف بفلسطين مراجعة الاتفاقيات مع إسرائيل للتأكد من أنها لا تخالف التزاماتها تجاه الدولة الفلسطينية، مضيفا أن ذلك يشمل السلامة السياسية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والمدنية.
ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أنه توجد أغلبية في الأمم المتحدة مؤيدة للاعتراف بالفعل بدولة فلسطين، إذ تعترف معظم دول الأمم المتحدة – 147 من أصل 193 – بها، وستنضم إليها بريطانيا وفرنسا، ويحظى موقفهما بثقل إضافي لأنهما عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي، ويملكان حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار جوهري للمجلس، وسينضمان إلى الصين وروسيا في الاعتراف بدولة فلسطينية ومن ثم ستصبح الولايات المتحدة العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الذي لا يعترف بفلسطين.
وأوضح أن الاعتراف هو جزء من جهد سياسي ودبلوماسي وقانوني للتوصل إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وذلك على الرغم من مقاومة الحكومة الإسرائيلية الحالية.
واختتم المقال بالقول إن بعض الدول، مثل النرويج، أحجمت سابقا عن الاعتراف بدولة فلسطينية، ظنا منها أن الاعتراف سينتج يوما ما عن عملية سلام تفاوضية. وبينما تتجلى صعوبة هذه العملية حاليا، وفي ظل تنامي الغضب من السياسات الإسرائيلية، قدمت بعض الدول الاعتراف على أمل أن يفضي ذلك إلى عملية سلام.