لهذه الأسباب تخلي عن خواصه بدون مفتاح

قصة قصيرة بعنوان ( لهذه الأسباب )
من المجموعة القصصية لهذه الأسباب لخالد الجمال
لهذه الأسباب
إلي متي يتفاخر في صمت ويسخر من نفسه في صمت .
يتذكر ماضيه ، باطن الأم لمعانه المدفون. ثورة الصخور ، ضربة الفأس ، لطمة النعال .
وحين ذلك كان يستنشق الحياة دون قيد وهو يحمل الأغصان يهدهد الثمار .
سعيدا بيد الطبيعة التي كانت أحن وأرحم من اليد الممدودة له الأن .
التي جعلته طورا أخر . يغلق ويفتح بقرار .
النور يعانق إحدي صفحتيه . والصفحة الأخري احتلها الظل المميت . سكن في أحشائه ظلام الخوف . فحجب شعاع البصر عن الحقائق . ضاق من وضعه . لكنه لا يملك إلا الصمت .
رغم أنه عين مبصرة تري الإتجاهين المتعاكسين. يري النور والظلام في لحظة واحدة .
شاهد. علي الأشياء . خلفه حكايات وأسرار خيانات معقودة في طرف اللسان .
تدور عليه الدوائر . تلوثه بصمات الفاعل و المفعول .
احتوي الحزن اللحظ والحدقات
و حفرت الدموع خطوطا ملوثة علي جدرانه .
لم يعترض يوما ثورته خاملة مدفونة في الصمت .
فقد كان من قبل قابضا علي أهل السوء واليوم لا فرق .
تبددت أحلامه . ذابت في نسيج الغدر .
فقتل النور بداخله .
بغير إرادة كتمت أنفاسه بقبضة الحراس فأصبح أمامه كخلفه . الخارج كالداخل ،
أجنحة الطيور في عينيه ممزقة والورود ذابلة والأمعاء صارخة والقلب باكي و الذراع مبتور .
سرقت منه شمس الحياة . أغتصبوا الحروف من حلقه قبل الولادة . فازداد قوة وإصرار .
لهذه الأسباب تخلي عن خواصه بدون مفتاح
تأليف الأديب الشاعر والسيناريست خالد الجمال
من المجموعة القصصية لهذه الأسباب