TRC… نحو مدرسة عربية رائدة في الكوتشنج

حوار خاص مع: د. هايدي ايهاب – رئيسة البورد الكندي في مصر والشرق الأوسط
في عالم تسوده المنافسة وتسارع التغيرات، أصبح الكوتشنج إحدى المهن الأكثر تأثيرًا في مساعدة الأفراد على مواجهة تحدياتهم وبناء مستقبلهم. غير أن هذا المجال في العالم العربي ظل لسنوات طويلة يعتمد على النماذج المستوردة من الخارج، دون أن يجد إطارًا يعبر عن خصوصية الإنسان العربي وثقافته.
هنا برزت TRC – The Real Change كنموذج عربي مختلف، يطرح رؤية جديدة للكوتشنج، ويعيد رسم ملامح المهنة في المنطقة. للحديث عن هذا المشروع الطموح، أجرينا هذا الحوار مع د. هايدي أدور، رئيسة البورد الكندي في مصر، وأحد الداعمين الرئيسيين لمسيرة TRC.
سؤال: ما الذي يميز TRC عن غيره من برامج الكوتشنج التقليدية؟
> د. هايدي:
“TRC ليست مجرد دبلومة أو برنامج تدريبي، بل هي مدرسة عربية متكاملة تعيد تعريف الكوتشنج بما يناسب بيئتنا وثقافتنا. ما يميزها أنها تجمع بين الأصالة والعلم الحديث، فلا تكتفي بنقل التجارب الغربية، بل تعيد صياغتها لتناسب المجتمع العربي.”
وتضيف:
> “تم اعتماد أول منهجين متخصصين ضمن مدرسة TRC، مثل Trauma Recovery Coaching و Toxic Relationship Coaching، كخطوة أولى لتأسيس مسارات تدريبية غير مسبوقة في العالم العربي. هذه مجرد بداية لمسيرة أوسع ستكشف عن تخصصات أخرى تعالج قضايا أكثر عمقًا يعيشها الفرد العربي يوميًا.”
سؤال: كيف تضمن TRC جودة التدريب واحترافية المخرجات؟
> د. هايدي:
“منذ البداية حرصنا على العمل بمعايير عالمية. حصلنا على اعتماد البورد الكندي كخطوة أولى، ونعمل حاليًا على دمج البرنامج ضمن البرامج الأكاديمية بجامعة حلوان. كما تتم متابعة البرنامج من قبل لجنة المهن النفسية بوزارة التضامن الاجتماعي، وهو ما يعكس التزامنا بالجودة والمصداقية.”
سؤال: ما هي الفلسفة التي يقوم عليها منهج TRC؟
> د. هايدي:
“نقوم على ثلاثية أساسية: Release – Change – Trust. أي أن المتدرب يتعلم أولًا كيف يحرر نفسه من قيود الماضي (Release)، ثم كيف يحدث تغييرًا في تفكيره وسلوكه (Change)، وأخيرًا كيف يبني الثقة بنفسه وبالآخرين (Trust). هذه الفلسفة تجعل التدريب رحلة تحول إنسانية حقيقية، وليست مجرد جلسات نظرية.”
سؤال: كيف ترون مستقبل الكوتشنج العربي مع وجود TRC؟
> د. هايدي:
“أعتقد أن TRC تمثل بداية مرحلة جديدة للكوتشنج العربي. نحن لا نسعى إلى تقليد الغرب، بل إلى تقديم نموذج عربي قادر على المنافسة عالميًا. رؤيتنا أن يكون هناك اتحاد عربي للكوتشنج يقود المهنة في المنطقة ويضع معايير احترافية واضحة، وTRC هي النواة التي يمكن أن تبنى عليها هذه المرجعية.”
الخاتمة:
حوارنا مع د. هايدي أدور يكشف أن TRC ليست مجرد مبادرة تعليمية، بل مشروع استراتيجي لإعادة رسم ملامح مهنة الكوتشنج عربيًا. إنها خطوة نحو تأسيس مدرسة عربية أصيلة، تضع المعايير وتمنح الكوادر العربية فرصة للتألق محليًا وعالميًا.
TRC ليست نهاية المطاف، بل بداية رحلة نحو اتحاد عربي للكوتشنج، يحقق التكامل بين الأصالة والحداثة، ويضع العالم العربي في قلب الخريطة العالمية لهذه المهنة المؤثرة.