موسم حصاد الورد

بقلم يسري اسماعيل
في حوار يثريك ولقاء يمنعك عن غيره وثراء داخل القلب يغنيك وعن الدواء يعفيك
سئل رجل كفيف اسمه حيدر البصير في لقاء امتعني ببصيرته التي نفتقدها نحن
ما هو اكثر شي تتمني رؤيته
قال ما في شي ما رأيته كل الاشياء رأيتها بادق تفاصيلها
فقال المحاور هذا جواب غير واقعي فرد عليه بالنسبه اليك ما هو واقعي ولكن بالنسبه لي انا فهو واقعي جدا
انت تري الطريق وانا اري الطريق
فقال المحاور له ما هو اجمل شي رأيته فرد عليه الكفيف البصير اجمل شي رأيته هو الورد وخصوصا عندما يكون حوله نافوره وصوت الماء
ولولا صوت الماء ما رأيت النافوره ولكني أحسست بالورد بداخلي والصوت هو المعادل السمعي البصري
وعندما سأله المحاور سؤال آخر أذهلني جوابه
ما هو أكثر سؤال يزعجك
قال عندما يكون شخص معي ويقول لي هل عرفتني يا هذا انا اعرفك قبل أن تعرف نفسك وقبل أن يعرفك كل من حولك قد اعتدت على رائحتك وصوتك ولمسه كتفك لا تعيرني بما أنت فيه فوالله انا المبصر بنور ربي ولو كنت في ظلام دامس رأيتك وانت لا تري كف يديك
اذا كان الإنسان قلب وحكمه فإن عمى العينين ليس ضرير
فوجدت العمى عزا وحرصا فإن الي تلك الخصال فقير
إن حاسه البصر هي أضعف الحواس الخمسه انما أقواها البصيره والاحساس الذي يقودك نحو مرادك
كثيرون مبصرون بأعينهم لكنهم لكنهم لا يحبون الورد بكل ألوانه ولا يحبون الا أنفسهم ولا يحبون غيرهم
إن اجمل اصوات الطبيعه هو أن تسمع صوت غيرك ولا تسمع صوتك انت وأن اعتدت على سماع صوت الآخرين تزينت اليك كل القلوب المبصره وزرعوا الورد في طريقك وسكنت بستانهم ولن تحصد غير الحب منهم
كل الالوان خادعه إن لم تراها كما تتمناها لغيرك فإن لم تترك لهم أثرا طيبا وشريكا ملهما ومستمع رقيق فوحدك انت المهزوم المنبطح
موسم حصاد الورد هو نهاية طريقك انت لذكراك وحسن ورائحة عطرك هو الأثر الطيب