رجاء الجداوي.. سيدة الأناقة التي جمعت بين الفن والإنسانية فى ذكرى ميلادها

صفاء مصطفى….
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي، التي ولدت في 6 سبتمبر 1938 بمحافظة الإسماعيلية لتصبح واحدة من أهم نجمات الفن المصري والعربي، وأيقونة للأناقة والرقي سواء على الشاشة أو في حياتها الشخصية. امتد مشوارها الفني والمهني لأكثر من 60 عامًا، جمعت خلالها بين العمل كموديل وممثلة، ونجحت في أن تترك بصمة خاصة لا تُمحى.
النشأة والبدايات
اسمها الحقيقي نجاة علي حسن الجداوي، وهي ابنة شقيقة الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، التي كان لها أثر كبير في حياتها. درست في مدارس داخلية وتعلمت اللغات الأجنبية، وهو ما ساعدها على الظهور مبكرًا في مجال عروض الأزياء.
وفي أواخر الخمسينيات، حصلت على لقب ملكة جمال القطن المصري، لتصبح عارضة أزياء مشهورة، قبل أن يفتح لها الفن أبوابه على مصراعيه.
الدخول إلى عالم الفن
بدأت رجاء الجداوي مشوارها السينمائي عام 1958 بفيلم دعاء الكروان مع فاتن حمامة، ثم توالت أعمالها التي تنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون.
من أبرز أفلامها:
إشاعة حب (1960)
البيه البواب (1987)
لا تراجع ولا استسلام (2010)
كراكون في الشارع (1986)
أما في الدراما التلفزيونية، فقدمت أعمالًا خالدة مثل:
هوانم جاردن سيتي (1997)
الدانوب الأحمر (1992)
العائلة (1994)
للعدالة وجوه كثيرة (2001)
أحلام الفتى الطائر مع عادل إمام (1978)
وفي المسرح، ارتبط اسمها بمسرحيات شهيرة مثل:
الواد سيد الشغال (1985)
الزعيم (1993)
الأناقة التي تحولت إلى أيقونة
لم تكن رجاء الجداوي مجرد ممثلة، بل عُرفت بأنها سفيرة الأناقة في مصر والعالم العربي. بفضل عملها الطويل كعارضة أزياء، ظلت محتفظة بذوق رفيع في اختيار ملابسها، حتى أصبحت نموذجًا للمرأة العصرية الأنيقة.
الحياة الشخصية
تزوجت من حارس مرمى النادي الإسماعيلي والمنتخب المصري حسن مختار عام 1970، وظل زواجهما قائمًا حتى وفاته عام 2016، وأنجبت ابنتها الوحيدة “أميرة”.
إنسانة قبل أن تكون فنانة
عُرفت رجاء الجداوي بطيبة قلبها وتواضعها وحبها للناس. كانت دائمًا داعمة للفنانين الشباب، واعتبرها الكثيرون “الأم الروحية” في الوسط الفني.
الرحيل في زمن الجائحة
رحلت رجاء الجداوي عن عالمنا في 5 يوليو 2020 بعد صراع مع فيروس كورونا، لتكون واحدة من أبرز ضحايا الجائحة في الوسط الفني. رحيلها كان صدمة كبيرة لجمهورها وزملائها، لكن إرثها الفني والإنساني ظل شاهدًا على مسيرة استثنائية.
رجاء الجداوي لم تكن مجرد ممثلة أو عارضة أزياء، بل كانت مدرسة في الرقي والأناقة والإنسانية. وفي ذكرى ميلادها، تبقى أعمالها خالدة في وجدان محبيها، ويبقى اسمها مرادفًا للفن الجميل الذي يجمع بين الموهبة والاحترام.