بقلم/ مينا كرم
كلمة أية تنطق كثيراً فى الكثير والعديد من المُناسبات بالأخص فى الظروف الصعبة العصيبة وفى المواقف الحياتية المتنوعة والمُتعددة
فهذا اللفظ او المُصطلح «أية» يقال عند او بعد حدوث أى أزمة او موقف صعب او ظرف يضيق صدر الإنسان
أن لفظ أية يتردد كثيراً فى مسامعنا فى ظل المواقف الحياتية المُتعددة والمتنوعة التى تحدث للإنسان سواء كانت ظروف عامة او مواقف خاصة
ومع ذلك فالكثير من البشر يسمعون ويتردد أمامهم مفهوم ومُصطلح لفظ وكلمة أية ولم ولن يدركون مفهومها ولايعرفون معناها
فأن اللفظ والمُصطلح القويم لكلمة أية غير مُحدد لأنه مُصطلح مطاط يقال ويحدد حسب المواقف والظروف والأحداث التى يمر بها الإنسان
تتوعت وتعددت مُصطلحات ومفاهيم كلمة أية، لأن هذا اللفظ يشمل الكثير والعديد من المفاهيم والألفاظ والمُصطلحات والمعانى حسب ما يمر به الإنسان بالعديد من الظروف والمواقف المتنوعة التى يمر بها فى الحياة بأكملها
من ذلك يمكن تعريف مُصطلح ومفهوم اللفظ الصحيح لكلمة أية:ـ بإنها تعنى العديد من الكلمات المرادفة لها وتحمل معناها السليم والتقويم
فمُصطلح أية:ـ معناه مُعجزة او اعجوبة تمت او عباره او إشارة أو عظة او إنذار من اللّٰه عز وجل جلاله لكى يتعلم منه الإنسان ويدرك الرسالة التى أراد اللّٰه تبارك إسمه القدوس أن يعطيها للإنسان
من الممكن أيضاً تعريف كلمة أية:ـ بإنها عبارة عن درس او علامة تحدث للإنسان خلال فقرة حياته بمروره بالعديد من المواقف والظروف حتىٰ يتعظ منها ويدرك ويتعلم ويفهم مى يصل إلىٰ بلوغ درجة عالية من الرشد والإدراك بالعديد من الامور
كذلك أيضاً يمكن أن نعرف لفظ أية:ـ بإنه لافتة أو إمارة لتنبيه وتذكير الإنسان لكى يرجع إلىٰ صوابه
هكذا أيضاً يعرف مفهوم أية فى الوصف والمظاهر الجمالية واللغوية:ـ
بإنها تعنى «مُنتهىٰ ـ غاية ـ قمة ـ بالغ ـ خالص)
أمثلة:ـ أيات الشكر أى خالص أو بالغ الشكر، أية فى الجمال أى قمة أو غاية الجمال، أية الروعة أى منتهىٰ الروعة
مفهوم كلمة أية:ـ يعرف بإنه البرهان او الدلالة لحدوث الحدث أو الأ
لذلك كلمة أو لفظ أية ليست لها تعريف مُحدد لها فهذه الكلمة لها عدة مفاهيم ومُصطلحات متنوعة تستخدم حسب المواقف والظروف والتعاملات بمُختلف تعددها وتنوعها
مثل (اعجوبة ـ إشارة ـ دالة ـ بالغ ـ قمة ـ مُعجزة ـ غاية ـ خالص ـ عبارة ـ إنذارـ ـ إشارة ـ لافتة ـ علامة ـ برهان ـ مُنتهىٰ ـ درس ـ ملحوظة ـ عبرة ـ إثباث ـ إمارة ـ رسالة ـ عظ
لقد ذكرت كلمة أية فى القرآن الكريم ٨٤ مرة بصيغة المفرد “آية”.
وتعنى علامة او مُعجزة
كما ورد فى سورة الأعراف ٧٣
“هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً”
كذلك فى سورة البقرة أية ٢٤٨:ـ
“وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”
وفى سورة الأنعام ٤ ذكرت فى نص أية:ـ
“وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ”
كما أن كلمة أية ذكرت فى الكتاب المُقدس وتعنى علامة او إشارة او لافتة او مُعجزة واعجوبة
حيث ذكرت فى إنجيل لوقا الإصحاح الحادى عشر العدد ٣٠ نص أية التالية:ـ
“كَمَا كَانَ يُونَانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوَى، كَذلِكَ يَكُونُ ابْنُ الإِنسان أَيضًا لِهذا الجِيل”
وفى نفس الإصحاح ١١ العدد ٣٢ نص أية:ـ
“وهُوَذا أَعْظَمُ مِنْ يُونانَ ههُنا”
كما قال السيد المسيح له المجد أية مذكورة فى (إنجيل متىٰ ١٢ : ٩) الأية التالية:ـ
“جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.”
فجميع الأيات التى تحدث هى عبارة وعبرة وعظة وإنذار وإشارة ودالة وبرهان ورسالة من اللّٰه لكل إنسان لكى يتعظ ويتعلم ويفهم ويدرك الامور لكى يتكون لديه حسن التصرف فى المواقف بالشكل السليم المُناسب وتجنب الأخطاء بأكبر قدر مُستطاع
فيتأخذ الإنسان الحكمة والعظة من هذه الأيات والإنذارات والرسائل الإلهية حتىٰ يتعلم منها ويوقظ ضميره ويتعامل بما يرضى اللّٰه تبارك إسمه القدوس وجل جلاله
فى ذكر الحين نتذكر مقولة الكاتب والروائى الفرنسى فيكتور هوجو حينما قال:ـ
«الضمير هو حضور الله فى الإنسان، ويقظة الضمير من سباته هى عظمة في الروح ومجد وخلود، وأنا لا أطلب إلا عفواً واحداً هو عفو ضميري عنى»
