منوعات

ميادة مجدي .. من إبداع الفن التشكيلي إلى ريادة أول مجلة صوتية لتقدم المواهب المغمورة

 

​في زمن تقتظ فيه منصات التواصل الاجتماعي بالتقارير الصوتية التي لا تتجاوز في غالبها أخبار الجرائم المثيرة أو “التريندات” العابرة، ولدت فكرة إعلامية جريئة على يد الأستاذة ميادة مجدي.

 

بعد نجاحها الملفت كفنانة في الفن التشكيلي ولغة الإشارة وتصميم الجرافيك، لم تكتفِ ميادة بذلك، بل قررت أن تستثمر شغفها وخبرتها التي تجاوزت أربع سنوات في عالم الصحافة وإدارة الصفحات الفنية لخلق محتوى ذي قيمة حقيقية، حيث لاحظت وجود فجوة كبيرة في الساحة الإعلامية.

 

​ميادة مجدي تساءلت: “لماذا لا تكون هناك مجلة صوتية تمنح فرصة حقيقية للفنانين الذين لم يحالفهم الحظ بعد؟”

​رغم كونها صاحبة خبرة صحفية، كانت هذه الخطوة غير مسبوقة وتتطلب جرأة كبيرة.

وللتأكد من جدوى الفكرة، لجأت ميادة إلى كبار الصحفيين المخضرمين من مؤسسات إعلامية عريقة. لكن الإجماع كان صادمًا: “الموضوع ده مش موجود أساسًا، الناس تسمع أخبار المشاهير والتريندات المنتشرة، ومحدش مهتم يعرف قصة حد مش معروف.”

​بروح الصحفي الذي يؤمن برسالته، وإصرار الفنان الذي يرى ما لا يراه الآخرون، قررت ميادة المضي قدمًا. وفي سرعة البرق، وتحديدًا بتاريخ 3 مارس 2024، أعلنت عن تأسيس مجلة “فنون”. لتكون بذلك أول مجلة تقدم تقارير صوتية متخصصة في تسليط الضوء على المواهب المظلومة والمنتظرة فرصتها في عالم الفن والإبداع.

 

​بدأت ميادة الرحلة بمجهود ذاتي خالص، مستقطعة وقتها الخاص على مدار عام كامل. عملت بمفردها، مقدمة وقتًا وجهدًا كبيرًا، ليصبح شغفها بالفكرة هو المحرك الذي لا يتوقف.

 

​بعد مرور عام من الإطلاق، بدأت “فنون” في الكبر والانتشار. الأهم من ذلك، أن فكرتها في تقديم التقارير للمواهب ألهمت ناسًا كثيرين، وبدأوا يطبقونها عندهم بنفس النهج الإيجابي، لدرجة أن العديد قلدوا فكرة “فنون” في طرح محتواها. هذا الانتشار أكد أن “فنون” هي الأصل وصاحبة البصمة، وليست مجرد مجلة عابرة.

​مع ازدياد شهرة المجلة، بدأ المعلقون الصوتيون في التهافت للظهور عبر منصتها، ليشكلوا في النهاية فريق عمل متكامل يشارك ميادة الحلم ويخفف عنها عبء العمل.

 

​ولم تكتفِ ميادة بنجاح المجلة، بل استخدمت علاقاتها لفتح أبواب الفرص أمام فريقها. وبالفعل، شارك بعضهم في تترات وإعلانات لمسلسلات إذاعية مقابل مادي جيد، لتتحول “فنون” إلى “كوبري” حقيقي يوصل المواهب إلى طريق النجومية والشهرة.

​توجت هذه الإنجازات بمشاركات رسمية في فعاليات ومهرجانات كبرى بالتعاون مع جريدة “ستار لايت” التي ترأس تحريرها مادونا عادل عدلي.

 

​واستكمالًا لهذا النجاح، تم افتتاح مقر رسمي باسم “فنو لايت”، وهي مؤسسة تجمع مجلة “فنون” وجريدة “ستار لايت” وكيانات إنتاج رقمي أخرى، لتمثل نقطة انطلاق كبرى في عالم الصحافة والإعلام الرقمي.

 

​الرحلة مستمرة بهدف واضح: أن تصبح “فنو لايت” من أكبر المؤسسات الصحفية والإعلامية الرسمية. تحية إجلال لميادة مجدي وفريق عملها، الذين يثبتون يومًا بعد يوم أن الإيمان بالفكرة القوية هو ما يحوّل الأحلام إلى واقع ملموس، حتى في أصعب الظروف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى