فن

“شخصيات وحقائق”  سيدة الطرب الخفيف التي تفوقت على عبد الحليم مرتين…”ماري عز الدين

شخصيات وحقائق”

 سيدة الطرب الخفيف التي تفوقت على عبد الحليم مرتين…”ماري عز الدين”

صفاء مصطفى…الجمهورية المصرية 

في زحمة الأسماء الكبيرة التي لمعت في سماء الفن المصري في الأربعينيات والخمسينيات، قد لا يتذكر البعض اسم ماري عز الدين، لكنها بلا شك واحدة من الشخصيات الفنية التي تركت بصمة واضحة، خاصة في دورها الاستثنائي الذي لعبته في مزج الغناء الخفيف بالسخرية اللطيفة.

ولدت الفنانة ماري عز الدين في الأول من يناير عام 1909، وسط عائلة فنية خالصة. فهي شقيقة الفنانة الجميلة ببا عز الدين، والراقصة الشهيرة شوشو عز الدين التي كانت الزوجة الأولى للمطرب الكبير محمد عبد المطلب بعد طلاقها من الفنان جمال إسماعيل، وكذلك الراقصة عديلة عز الدين والتي تزوجت من الفنان سيد فوزى اخلص تلاميذ سيد درويش.

بداية فنية من قلب الملاهي الليلية

انطلقت ماري في مسيرتها من صالات الملاهي الليلية، حيث كانت تقدم وصلات غنائية في أربعينيات القرن الماضي. لكن النقلة السينمائية الحقيقية جاءت عام 1948، عندما منحها المخرج حسن الإمام دورًا صغيرًا في فيلم “اليتيمتين”. لعبت حينها دور الراقصة “سنية قطط”، التي ترفض الرقص في حفل زفاف عباس ونعمت (محمد علوان وفاتن حمامة)، قبل أن يفشل الحفل.

“الحلو في الفرندة”… أول تفوق على العندليب

عام 1957، دخلت ماري مرحلة جديدة من التألق، حين اختارها عبد الحليم حافظ بنفسه لتشارك في فيلم “لحن الوفاء”. أراد حليم أن يُبرز في هذا الفيلم الفرق بين الغناء الجديد والطرب القديم، فاختار ماري لتؤدي أغنية ساخرة تمثل “الطرب العتيق”، وطلب من الشاعر فتحي قورة أن يكتب كلمات أغنية خفيفة، ولحنها إبراهيم حسين.

النتيجة؟ أغنية “الحلو في الفرندة”، التي لاقت رواجًا غير متوقع، وتجاوزت شهرتها الفيلم نفسه! بل ظلت تُذاع في الإذاعة لسنوات، وتُطلب بالاسم من الجمهور، في حين نسي كثيرون اسم الفيلم الذي ظهرت فيه.

مرة ثانية.. تتفوق على عبد الحليم

لم ييأس حليم، بل أعاد التجربة في فيلمه التالي “دليلة”. وطلب من فتحي قورة مجددًا كتابة أغنية تُقدم بطريقتين: واحدة بصوته، والأخرى بصوت ماري عز الدين بطابع الطرب الكلاسيكي. ولحن كمال الطويل الأغنية الجديدة، التي خرجت بعنوان “اللي انشغلت عليه”.

ومرة أخرى، يحدث ما لم يكن في الحسبان: تنجح أغنية ماري نجاحًا أكبر من أغنية حليم نفسه!

أعمال سينمائية ومسرحية متنوعة

رغم أنها لم تأخذ أدوار البطولة، فإن حضور ماري عز الدين على الشاشة كان دائمًا لافتًا. واصلت العمل في السينما حتى عام 1976، وقدمت خلال مشوارها الفني 44 فيلمًا و10 مسرحيات.

من أهم أفلامها:

“أيام شبابي” (1950) – بدور مديرة الكازينو

“بحبوح أفندي” (1954) – بدور رتيبة

“دليلة” (1956) – بدور المطربة سنية

“آه من حواء” (1962) – بدور زوجة العم حشمت

“زوجة ليوم واحد” (1963) – بدور عليه هانم رستم، أم سهير

النهاية في هدوء.. والذكرى لا تُنسى

في 19 سبتمبر عام 1980، رحلت الفنانة ماري عز الدين عن عمر ناهز 71 عامًا، بعد مسيرة فنية دامت قرابة 3 عقود. ورغم أن اسمها لم يلمع كبعض نجمات جيلها، إلا أن صوتها وابتسامتها وروحها الساخرة تركت أثرًا لا يُنسى في ذاكرة الطرب والسينما المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى