فن

تفاصيل الأزمة الكاملة بين الفنان محيى إسماعيل والمهرجان القومى للمسرح

 

صفاء مصطفى… الجمهورية المصرية 

بعد أيام قليلة من افتتاح الدورة الـ18 من المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض، والذي شهد تكريم عدد من المبدعين، بينهم الفنان الكبير محيى إسماعيل، تحوّل هذا التكريم من لحظة احتفاء مستحقة إلى أزمة أثارت جدلًا واسعًا، وذلك بعدما رفض محيى إسماعيل حضور ندوة تكريمية له وحفل توقيع لكتاب أعده المهرجان خصيصا عن مسيرته المسرحية، وتأخر عن الحضور لموعد الندوة بعدما أرسلوا له سيارة خصيصا لمنزله حتي تحضره لموعد الندوة لكنه قال: عندي برنامج علي إحدي القنوات الفضائية وسوف أتقاضي عنه أموالا

هذا البرنامج استضافه مع مجموعة من مكرمي المهرجان وهم ميمي جمال وأحمد نبيل الذين احترموا المهرجان الذي كرمهم وذهبوا للندوات التي خصصت لهم لكن محي إسماعيل ترك الندوة والتكريم من أجل حفنة دولارات في برنامج، والغريب أن حتي في البرنامج الذي استدعاه لانه مكرم يعني استدعاه بسبب المهرجان قال انه غير راضي عن التكريم لأنه يري ان التكريم يجب ان يكون بأموال وليس بدرع ورغم محاولات المذيع أن يثنيه عن رايه ويقول له: المهرجان قدرك وقال لك شكرا، لكنه لم يعجبه وأخذ الموضوع في جانب السخرية المعتاد عليه، وهذا دفع عددًا من أعضاء اللجنة العليا للمهرجان إلى الرد عليه دفاعًا عن المؤسسة والمبادئ التي تحكم اختياراتها.

 

 

 

 

 

قال محيى إسماعيل خلال تصريحات تليفزيونية: لم يُعجبني أي شيء في تكريم المهرجان القومي للمسرح. أنا لست متواضعًا، وأردت أن يمنحوني شيئًا ذا قيمة تكون ذكرى فريدة، كالأوسكار، نعم، أريد مقابلًا ماديًا، ما المشكلة؟”، ووصف محيى التكريم خلال اللقاء أنه تكريم “بايخ” وأن التكريم من وجهة نظره لا يكتمل بدون دعم مادي ملموس.

 

والمفارقة أن في نفس اللقاء كان قد تم استضافة الفنانة القديرة ميمي جمال والفنان أحمد نبيل والذين تم تكريمهم أيضا بالمهرجان، وعبروا عن امتنانهم الكبير للتكريم، واعتبروه لحظة استثنائية في مسيرتهم الفنية، واصفين اياه أنه وسام على صدورهم، وأنه يعد تقدير من الدولة ورسالة احترام لما قدموه من عطاء فني.

 

ومن جانبه علق النجم محمد رياض رئيس المهرجان القومي للمسرح على تلك التصريحات قائلا: لن أتكلم، ولكن أكد أن البرنامج قام باستضافة الفنان محيى إسماعيل بسبب تكريمه في المهرجان القومي للمسرح الذي هاجمه خلال اللقاء.

 

أما الكاتب والسيناريست وليد يوسف، عضو اللجنة العليا للمهرجان قال: تحدث الفنان محيى إسماعيل في إحدى القنوات عن أن التكريم كان باهتًا ولم يعجبه، وأنه كان مجرد ورقة، وأنه يعتبر التكريم الحقيقي هو الحصول على أموال، كان ينبغي أن تسأل أولًا ما إذا كان هناك مقابل مادي، قبل أن توافق وتأتي لتستلم الجائزة التي لم تُعجبك”

 

وأضاف: رأيك لا يُنقص أبدًا من قيمة المهرجان القومي للمسرح المصري، الذي احترمك وقدّرك، بينما لم تُبادله نفس الاحترام. والشكر موصول للنجمة القديرة ميمي جمال والفنان أحمد نبيل، وكل من قَبِل التكريم بامتنان ووعي”.

 

وقالت الكاتبة رشا عبد المنعم، عضو اللجنة العليا للمهرجان: اللجنة اتبعت معايير دقيقة في اختيار المكرّمين وراعينا في اختياراتنا الاستحقاق، والتأثير الفني، والعلاقة الأصيلة بالمسرح. وقد تنوّعت مجالات التكريم بين التأليف، والإخراج، والسينوغرافيا، والتمثيل. أما الفنان محيي إسماعيل فقد جاء تكريمه في هذا الإطار، إذ يُعد من مؤسسي مسرح المئة كرسي، وله رصيد مسرحي، فضلًا عن تجاوزه سن الخامسة والثمانين، ما يجعل من هذا التكريم فرصة أخيرة لتقدير مسيرته المسرحية”.

 

وأضافت:ما صدر من الفنان بعد التكريم يُعبّر عن وجهة نظر مادية بحتة، وهو مسئول عنها بالطبع، لكن ذلك لا ينبغي أن يُؤثر على القيمة الموضوعية للتكريم الذي حصل عليه”.

 

واختتمت بالقول:المهرجان القومي للمسرح ليس في موضع رد الفعل. هو مؤسسة كبرى تكرّم المبدعين وفق معايير، ولا تنحدر إلى صغائر الردود. لقد فعلنا ما يليق بالمهرجان، وهو فعل ما يراه لائقًا به، ولكلٍ وجهته”.

 

ولكن في النهاية لا يمكننا إلا أن نقول أنه من الصعب أن يختلف أحد على قيمة وأهمية التكريم الذي يمنحه المهرجان القومي للمسرح المصري، وهو أحد أعرق وأهم المهرجانات الثقافية في البلاد، ويُعد منصة رسمية للاحتفاء برموز الفن والمسرح ممن أثروا الحياة الثقافية بإبداعاتهم. فالتكريم في هذا السياق ليس مجرد “درع” أو “شهادة”، بل هو اعتراف مؤسسي بتاريخ فني طويل، وتوثيق معنوي لدور الفنان في الارتقاء بالوعي والذوق العام.

 

لكن يبقى التساؤل قائمًا: هل يجب أن يكون التكريم دائمًا ذا طابع مادي؟ وهل تُقاس قيمته بما يُقدَّم من أموال فقط؟ التقدير الحقيقي لا يُقاس بثمن، بل بما يحمله من احترام ومكانة معنوية. وإذا كان بعض الفنانين يربطون التكريم بالدعم المادي، فإن ذلك لا يُبطل بالضرورة قيمة التكريم الرمزي، خاصة عندما يأتي من جهة تحمل تاريخًا ثقافيًا ووطنيًا بحجم المهرجان القومي للمسرح المصري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى