بيار داغر… الصمغ الفني الذي جعل مسلسل “سلمى” ينبض بالحياة

بيار داغر… الصمغ الفني الذي جعل مسلسل “سلمى” ينبض بالحياة
بدور المالكي ..البحرين
لطالما كان بيار داغر من الفنانين الذين لا يمرّون مرور الكرام على أي عمل يشاركون فيه. يعرف كيف يمنح كل مشهد وزنه الخاص وينسجه بانسجام، حتى في أصغر التفاصيل. مسيرته الفنية غنية بالأعمال التي أصبحت علامات فارقة في الدراما اللبنانية والعربية، وحضوره فيها يضيف دائمًا شيئًا من التوازن والانسجام، كأنه “صمغ فني” يربط بين عناصر القصة ليصنع تجربة متكاملة ومؤثرة، تتجاوز الشاشة لتصل مباشرة إلى وجدان المشاهدين.

في مسلسل “سلمى”، تألق بيار داغر بدور رفيق، حيث منح الشخصية بعدًا إنسانيًا وواقعيًا، وجعل الأحداث والمشاهد مترابطة بطريقة فنية متقنة. كما هي عادته، أصبح حضوره وأداؤه حديث وسائل التواصل الاجتماعي والجمهور، إذ أن لمسته الفنية وحدها تكفي لجعل أي مشهد ينبض بالحياة ويترك أثرًا خالدًا.
منذ بدايات مسيرته وحتى اليوم، كان بيار داغر دائمًا محط تقدير الصحافيين والنقاد، ليس فقط في لبنان، بل في مصر والكويت ، السعودية ، الإمارات ،.. ومختلف أنحاء الوطن العربي. هذا التقدير لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة لأدائه المتميز، ولقدرته على منح كل دور، مهما كان حجمه، قيمة فنية حقيقية تترك أثرًا طويل الأمد في وجدان الجمهور.
ولا يمكن أن ننسى بطولاته في أهم الأعمال العربية، حيث تعاون مع أبرز المخرجين والكتّاب الذين تركوا بصماتهم في تاريخ الدراما. أدواره، مثل شخصية القعقاع، ما زالت حديث الجمهور حتى اليوم، وحرص معظم المشاهدين على تسمية أولادهم بأسماء الشخصيات التي قدّمها، مثل عمران وغيرها، تقديرًا لمحبتهم العميقة لأعماله. هذه العلاقة الفريدة بين الفنان وجمهوره تعكس حجم الإعجاب والاحترام الذي يحمله المشاهدون لأدائه، وتجعل كل دوره حدثًا خالدًا في ذاكرة الدراما العربية.
رغم أن الأدوار الكبيرة غالبًا تُمنح لمن يتربعون في دائرة الأضواء، إلا أن بيار داغر مختلف؛ فهو لا يركض خلف الشهرة أو يسعى لإلقاء الضوء عليه، بل هو الضوء ذاته الذي يضيء أي عمل يشارك فيه. يمتلك قدرة نادرة على تحويل أي دور، مهما كان حجمه، إلى لحظة فنية خالدة، مثبتًا أن الأداء الصادق والموهبة الحقيقية تفوق كل محسوبيات الأسماء والشهرة، لتمنح العمل قيمته الحقيقية بعيدًا عن الأضواء الزائفة.
بيار داغر يؤمن أن الفنّ الحقيقي ليس زوبعة مؤقتة أو لحظة عابرة، بل هو مسيرة ممتدة من الإبداع والصدق الفني. كل دور يقدمه، وكل عمل يشارك فيه، يُبنى بعناية ويُقدّم بوعي كامل، ليصبح جزءًا من إرث فني مستمر، يترك أثره في وجدان المشاهدين. بهذا النهج، يتحوّل كل ظهور له على الشاشة إلى تجربة متكاملة لا تُنسى، تعكس عمق موهبته واحترافه في الأداء.
الحقيقة أن بيار داغر يستحق أن تُعطى له البطولة بلا منازع، فحضوره وحده يكفي لتحويل أي عمل إلى تجربة متكاملة، ويجعله حدثًا فنيًا يبقى في ذاكرة الجمهور طويلًا بعد انتهائه. إنه نجم من الطراز الأول ومرجع في الأداء الراقي، الذي يترك أثرًا خالدًا في وجدان المشاهدين، سواء من خلال لمسة بسيطة على الشاشة أو مشهد كامل يمتلئ بالروح والحياة.

كل عمل يمرّ من بين يديه يصبح درسًا في الفن، وتذكيرًا بأن القوة الحقيقية للعمل الدرامي تكمن في الأداء والإحساس، لا في الأضواء أو العناوين. بيار داغر ليس مجرد ممثل، بل قيمة فنية حقيقية، وجوده وحده يكفي ليصبح العمل حيًا، متوازنًا، وملهمًا.