منوعات

هبة مرسي.. بين الجزارة والرسم قصة فنانة صنعت حلمها بيدها

كتبت : مادونا عادل عدلي

في عالم مزدحم بالتحديات، هناك من يجد ملاذه وسط الألوان، يحوّل الفراغات إلى حكايات، ويرسم المشاعر بلمسات فرشاته. هبة مرسي ليست مجرد رسامة، بل هي فنانة بروح حرة، ترى الحياة من منظور فريد، وتعبر عن ذاتها بريشتها المبدعة.

البداية.. موهبة تبحث عن هوية

منذ طفولتها، انجذبت هبة إلى الرسم، فكانت تمسك الفرشاة قبل القلم، وتحوّل الورق الأبيض إلى لوحات تنبض بالحياة. لم يكن الفن مجرد هواية، بل كان وسيلتها لفهم العالم والتعبير عن مشاعرها. وسط هذه الرحلة، كان والدها هو الداعم الأول، يوجهها ويشجعها، ويزرع فيها القوة للاستمرار رغم التحديات.

والدها.. الملهم والداعم الأول

لم يكن والد هبة مجرد أب، بل كان صديقها وسندها، يؤمن بموهبتها ويدفعها للأمام. علّمها أن القوة الحقيقية تكمن في مواجهة الصعوبات بحكمة، وأن الفن رسالة تعكس الروح. كان يرى في كل لوحة ترسمها انعكاسًا لمشاعرها العميقة، فكان حريصًا على أن تواصل شغفها وتطور موهبتها.

بين الفرشاة وسكين الجزارة

لم يكن طريق هبة مفروشًا بالألوان فقط، بل كانت تحمل مسؤوليات ثقيلة بعد وفاة شقيقها، مما دفعها إلى مساعدة والدها في الجزارة، مهنة العائلة لعقود. لم يكن الأمر سهلًا، لكنها واجهت التحدي بشجاعة، ونجحت في تحقيق توازن بين عملها في الجزارة وشغفها بالرسم.

هبة مرسي.. بين الجزارة والرسم قصة فنانة صنعت حلمها بيدها
نقل الفن للأجيال الجديدة

لم تحتفظ هبة بموهبتها لنفسها، بل قررت نقل خبراتها للآخرين، فأنشأت ورشة فنية تقدم فيها كورسات رسم للمبتدئين. لم يكن هدفها مجرد تعليم التقنيات، بل مساعدة كل شخص على اكتشاف صوته الفني الخاص، وإدراك أن الفن ليس مجرد مهارة، بل لغة تعبير عن الذات.

الفن كرسالة إنسانية

تؤمن هبة أن الرسم ليس مجرد ألوان على قماش، بل هو قصة تُروى بريشة وألوان. تعكس لوحاتها مشاعر مختلفة، من الفرح والحب إلى الحنين والحزن، لتجعل المشاهد يعيش داخلها وكأنه جزء من الحكاية.

هبة مرسي.. بين الجزارة والرسم قصة فنانة صنعت حلمها بيدها
حلم لا يتوقف

تحلم هبة مرسي بامتلاك معرضها الفني الخاص، حيث تعرض أعمالها وتشارك شغفها مع العالم. ترى أن الفن قادر على لمس القلوب وتغيير المفاهيم، ولهذا تسعى دائمًا إلى التطور وإيصال رسائلها عبر لوحاتها.

الحب للحيوانات.. جانب آخر من روحها

إلى جانب شغفها بالرسم، تعشق هبة الحيوانات، خاصة الكلاب والقطط، وتعتبرهم مصدرًا للراحة النفسية والدفء. تجد فيهم مزيجًا من البراءة والوفاء، مما ينعكس على روحها وأعمالها الفنية.

هبة مرسي ليست مجرد رسامة، بل إنسانة تحمل الفن في روحها، وترسم الحياة من زاوية خاصة، لتمنح كل من يشاهد أعمالها فرصة لرؤية العالم بشكل مختلف، مليء بالألوان والقصص العميقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى